عمليات الأجنّة قبل الولادة – Fetal Surgeries

fetus

هل تساءلت يوماً: هل من الممكن اخضاع جنين وهو في بطن أمه لعملية جراحية؟ ماذا لو كانت الإجابة نعم؟! فهذا يعني أن الجرّاح يقوم بعملية جراحية لشخصين بذات الوقت للأم التي تحمل الجنين.. وللجنين نفسه! مذهل جداً للأمانة !!

عمليات الأجنّة هي عبارة عن عملية جراحية يخضع لها الجنين قبل ولادته عندما تكون حالته مهددة بالخطر والموت! تصوّر معي.. طفل في رحم أمه.. قبل أن تعمل رئتيه بالتنفس وقبل أن يخرج للحياة تتم معالجته قبل أن يفتح الجنين جفنه أمام الحياة ومصاعبها.. حقا مدهش !

عمليات الأجنّة قبل ولادتها تأتي على عدة أنواعم الأولى هي عمليات الأجنّة المفتوحة؛ حيث يفتح الجرّاح بطن الأم و رحمها ليبدأ العملية الجراحية على الجنين وهو بذات الوقت متصل مع الأم عن طريق الحبل السري والمشيمة، وما أن تنتهي العملية يرجع الجنين في مكانه برحم أمه وتغلق جدران الرحم و البطن المفتوحة وتعود الأمور كما كانت.

النوع الثاني وهو بعد أن تخضع الأم لعملية ولادة قيصرية يقوم الجراح بعلاج الجنين، واحدى التحديات التي تواجه الجرّاح في هذه العملية في أن يمنع تلف رحم الأم.

Fetoscopic surgery - Fetendo
Fetoscopic surgery – Fetendo

أما النوع الثالث فهو عن طريق منظار يسمى فيتيندو وهذا المصطلح أتى لمشابهة العملية بلعب الناينتيندو، حيث يتم استخدام انبوب صغير جدا ويتم إدخاله في مكان تواجد الجنين لعرض فيديو حي لإرشاد الجرّاح و إدخال الأدوات الجراحية الصغيرة لمنطقة العملية المطلوبة.

Prof. Michael R. Harrison - Paediatric Surgeon
Prof. Michael R. Harrison – Paediatric Surgeon

في عام ١٩٨١، قام جرّاح الأطفال د.مايكل هاريسون (ولد في عام ١٩٤٣م) وهو خريج كلية الطب من جامعة هارڤارد عام ١٩٦٩ بأول عملية جنين مفتوحة قبل ولادته في جامعة كاليفورنيا – سان فرانسيسكو، وذلك لإنقاذ جنين تضخّمت مثانته بشكل خطر جدا بسبب انسداد المسالك البولية، فقام الدكتور هاريسون بإدخال انبوبة دقيقة لإفراغ المثانة من البول -أعزكم الله- واستطاع بذلك انقاذ هذا الجنين!

و من خلال استخدام السونار كإحدى سبل التشخيص، قد تظهر الفحوصات بعض العيوب في الجنين وقد تتطلب اخضاع الجنين لعمليات جراحية قبل ولادته مثل فتح صمامات القلب، علاج الفتاق في الحجاب الحاجز، استئصال أورام، ومعالجة العيوب الخلقية التي تنتج فيها خلل في تكوّن مكونات الجهاز العصبي وحمايته (سپاينا بيفيدا)

و من الممكن أيضا استخدام الليزر لغلق الأوعية الدموية التي تسمح بمرور وتدفق الدم بشكل خاطئ ما بين التوائم.

Source: The Medical Book, C. Pickover