Alanba

يسعدني ان اعلن رسميا انضمامي لكتّاب جريدة الأنباء الكويتية في صفحة “آراء” في زاويتي بعنوان محطات مغترب، والشكر موصول للأخ العزيز محمد الحسيني مديرا لتحرير على ثقته ودعمه وتشجيعه للأقلام الشبابية، وهذا أول مقال تم نشره في تاريخ ٢٣/٨/٢٠١٤

جرّاح قلب.. سائق تاكسي!

كل طالب يتمنى ان يتفوق في دراسته وتحتوي قائمة الشرف على اسمه، نشوة النجاح ولذة التفوق بحد ذاتها سعادة للنفس وراحة للضمير ونجاح للشخص ولأهله ولوطنه، ولكن ان كانت الدراسة وتحصيل الشهادة هو شغل الطالب الشاغل فقط، فهذا ما لا استطعم فيه لذة الابداع والحياة.

كاتب المقال: أحمد محمد العلي
كاتب المقال: أحمد محمد العلي

كل من يقتحم المرحلة الجامعية سيتخرج غالبا بالنهاية حاله كحال أي خريج آخر عند توظيفه في مثل تخصصه، ولا فرق بعد الآن بين من هو خريج جامعة الكويت أو خريج الجامعات البريطانية والأميركية ممن تعب واجتهد ونال من عرق جبينه، فهم على حد سواء ان نظرنا في مستوى المميزات الوظيفية بل ربما أيضا حتى على المستوى الأكاديمي ولكن الفرق بين كل شخص هي خبراته وإنجازاته وأعماله ومشاركاته المرادفة لدراسته وشهادته، قد يكون الطالب المغترب أكثر حظا بالفرص المتاحة أمامه وعليه استغلالها أفضل استغلال لوجود عدة برامج وأنشطة وفعاليات وفرص حضور للمؤتمرات والدورات بكل أشكالها وأنواعها، الفرق هو ان تتخرج بشهادة علمية وهذا حال جميع الطلاب ولكن بسيرة ذاتية مليئة بالخبرة والحنكة والثقافة تتفوق بها على أقرانك، إن كانت لك هواية حاول صقلها، ان كانت لك موهبة فحاول تنميتها، كيفما شئت وكيفما تريد ولكن حاول ان تجعل من فترة دراستك فرصة تتعرف بها على نفسك وتطور من ذاتك ولا تختزل هذه الفترة على شهادة ستنالها أينما كنت.

اجعل النجاح والتفوق هدفك ولكن ليس بالضرورة فقط في مجالك الدراسي والأكاديمي لتنمي قدراتك وتبني ذاتك بقوة. ها هو استشاري قسطرة القلب د.ابراهيم الرشدان هذا المخترع الكويتي الذي نفخر به كل الفخر وقد تقلد وسام الدولة ذا الوشاح على اختراعه الطبي مؤخرا، قبل سنوات قليلة حضرت له ندوة في كلية الطب بجامعة الكويت وقال انه كان طالب طب لا بمعدل الامتياز بل كان على حد قوله «C Student»، وها هو إبداعه في مجال الطب وتفوقه بعمله بعد ذلك.

قبل فترة قصيرة في مانشستر، استوقفت «تاكسي» بريطانيا الأسود الشهير متوجها إلى احد المطاعم للقاء الأصدقاء، فبدأ السائق الآسيوي الأصل بالحديث معي: من أين أنت؟ وماذا تدرس؟ أجبته من الكويت وأدرس طب الأسنان، فاسترسل طارحا عدة أسئلة طبية وتشريحية في جسم الانسان بشكل دقيق وقد أجبته عنها وأنا في حيرة من أمري، كيف لسائق تاكسي أن يحمل كهذه المعلومات وهذه التساؤلات؟ فسألته عن ذلك فأجاب: أخي.. أنا طبيب تخرجت من بلدي، وأتيت إلى هنا اليوم لاستكمال دراستي في جراحة القلب، وهنا أمارس حياتي فيما أحب في لقاء الناس وتوصيلهم، واقضي وقت انتظاري لهم بقراءة بعض كتب الطب.. وها هي كما تشاهدها، انظر الى كتابي.

القارئ العزيز.. اجعل لحياتك ألوانا أخرى غير اللون الدراسي.. طموحك لشهادتك هي فرشاة ألوانك، دون وجود الألوان واختلافها.. ستبقى لوحتك «ورقة».

للاطلاع على المقال في جريدة الأنباء الكويتية اضغط هنا