ماذا لو كل منا ينجز في مجال اهتمامه؟ إذا اهتماماتك لم تحدد بعد، فمتى تحددها لتبنيها وتصقلها؟ ماذا لو أشير بالبنان إلى عملك الذي أتقنته ان كان على المستوى المحلي، الإقليمي أو العالمي؟ العمر ليس من مقاييس الإنجاز والإبداع.. فماذا تنتظر؟ هل الوقت لا يسعفك، هذا محال! لديك الوقت.. بل متسع من الوقت الفائض الذي يمكن أن تغير به العالم لو أقدمت على ذلك! هل تصارحت مع ذاتك بكل شفافية وتعرفت على طموحاتك قصيرة المدى منها والبعيدة؟ هل أدركت أبواب تحقيقها أم أنك لم تتعرف حتى على ذاتك بعد؟ ماذا تنتظر؟ لا أتصور أبدا أن يضع الإنسان هدفا في حياته بألا يكون شيئا في هذه الحياة! ولا يمكنك كإنسان أن ترضخ للطموحات الصغرى الهامشية التي لا تذكر، فسمو طموحك وهدفك سمو لذاتك وانسانيتك، تعيش الآن في وقت قد تنهمك فيه بالدراسة.. الوظيفة.. العائلة.. ولكنها هي تلك الحياة تكتمل صورتها بهذه العناصر.. وأهم محاورها يتمركز حولك ومن ثم بك تتغير الحياة، فهل بادرت في أمر أحببت صنعه او تغييره؟ لا اعتقد أن كل ما حولك يرضيك.. اجعل المبادرة من خصالك واعمل على اسعاد نفسك من خلال اسعاد غيرك، وأبسط مثال على ذلك هو أن تنجز فيسعد المجتمع من حولك لإنجازك، فاللذة اثنان من خلال تحقيقك لهدف من اهدافك ومن خلال اسعادك لغيرك.

الحياة التي تعيشها الآن أنت أيها القارئ الكريم باختلافها مع أقرانك يتمنى غيرك ان يعيش بضعه أجزاء بسيطة منها فقط، فلله الحمد وكل الشكر على كل النعم دائما وأبدا، كونك قرأت هذا المقال يعني أنك انسان مبصر بكامل وعيك، استطعت ان تتنفس برئتيك وأنت تحرك يديك للوصول لهذا المقال وتتصفح كلماته، باستخدام هاتف ذكي متصل بشبكة الانترنت التي توصلك لأبعد مدى في هذا العالم بين يديك، ليس هذا فحسب.. بل استطعت ان تقرأ اللغة العربية التي قد تكون واحدة من بضع لغات أخريات تتقنها قراءة وكتابة ومحادثة، وأنت تقرأ هذه الكلمات.. هل أدركت قيمة عائلتك وأصدقائك ممن يغمرونك بتشجيعهم ودعمهم وبالخير الذي يتمنونه دائما لك؟ هل تساءلت في خلدك عما تقدمه الدولة لك كمواطن ومن بعض مؤسسات النفع العام والقطاع الحكومي والخاص كعنصر فعال في تنمية مجتمعه من دعم وشراكة حقيقية؟ هل تعي حقيقة ما يمكنك كفرد تحقيقه في حياتك الآن دون أي وقت آخر مضى وسيكون؟ لا تيأس ولا تسأم، الأبواب أمامك قد تكون موصدة ولكنها غالبا ليست مقفلة، في كل ساعة من حياتك «فرصة» تعيشها ولا تشعر بها.. اغتنمها!

تساؤلي المشروع لك بعد كل هذا.. إذن، ماذا تنتظر؟

 

الرابط في جريدة الأنباء