أنا لا أمزح هنا بتاتا وأنا محق في ذلك، جميعنا يحبس في داخله ذاك المخترع الذي يحمل أفكارا خلابة، قد تكون بسيطة تظن أنه لا جدوى لها، وقد تكون فكرة مجنونة ستغير العالم بنظرك.. وقد يكون العكس تماما، فلا تستصغر أي فكرة تخطر على بالك! أنا على يقين بأنك تحمل أفكارا مميزة لكنها تحتاج جهدا بسيطا في كتابتها وصياغتها وشرحها ورسمها وتقديمها، فالمخترع الحبيس المتعطش في داخلك هو رهن مبادرتك!

ليس من شروط المخترع أن يكون عالما، أو طبيبا، أو فيلسوفا، أو حتى صاحب مهنة محددة.. أو ان يكون انسانا خارقا! المخترع هو من يأتي بفكرة مجدة أيا كان عمره، أو مستواه العلمي، أو مهنته، تساعد في إنشاء أو تركيب أمر ما أو بطريقة جديدة لحل مشكلة معينة شعر بها وغيرها من مسببات يلتفت لها الانسان محاولا إتيان منها فكرة جديدة، لكن من شروط المخترع ان يبادر ويحاول تحويل فكرته إلى واقع.

ما أجمل أن تكون الكويت هي الدولة الوحيدة -حسب علمي- التي تقوم بدعم ورعاية صاحب تلك الأفكار بشكل كامل حتى الحصول على شهادة براءة الاختراع؟ ما أروع من أن تكون تلك الجهة الداعمة حاضنة لاختراعك منذ الصغر ومتبنية لإبداعك من خلال تقديم كل التسهيلات اللازمة دون أي مقابل أبدا. 

ما أفضل أنك تستطيع تقديم أفكارك وتتابع كل الاجراءات من خلال الموقع الالكتروني منذ تقديم فكرتك على ورق إلى تصميم فكرتك برسم ثنائي وتصوير ثلاثي الأبعاد حتى تسجيل اختراعك دوليا. بل ان هذه الجهة تعمل جاهدة حتى بعد الحصول على براءة الاختراع لتعمل معك جنبا إلى جنب لتطوير الاختراع، ومن ثم تسويقه محاولة بذلك صنع المنتجات الكويتية والاستثمار بها في الأسواق المحلية والعالمية! هذا جزء بسيط مما يقدمه مركز صباح الأحمد للموهبة والابداع التابع لمؤسسة الكويت للتقدم العلمي للمخترع الكويتي. 

ان الدعم اللامحدود الذي يقدمه المركز للمخترعين الكويتيين مدعاة فخر، وكتجربة شخصية، تقدمت بفكرة على ورق متضمنة رسومات وشرحا بسيطا عنها، وبدعم غير مسبوق استطعنا الحصول على شهادة براءة الاختراع من الولايات المتحدة الأميركية في وقت قياسي أقل من 7 شهور من إيداع الفكرة، وهذا هو الاختراع الذي مكنني بعد دعم المركز في تسجيله بالحصول على جائزة الكويت للتميز والابداع الشبابي لفئة العلوم والتكنولوجيا التي حظيت وتشرفت بتسلمها مؤخرا من حضرة صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد – حفظه الله ورعاه – ضمن الجهود المبدعة التي تقوم بها وزارة الدولة لشؤون الشباب بشكل غير اعتيادي للشباب الكويتي.

الرسائل التي أود أن أوصلها بشكل مباشر لكم هي: أن كل شخص فينا مخترع، ولكن هذا المخترع بانتظار مبادرتك فقط! أن تكون مخترعا فالطريق من أجمل ما يكون لوجود مركز صباح الأحمد للموهبة والابداع بدعمه ورعايته اللامحدودة ووجود النادي العلمي الكويتي الذي اشعل شغفي في مجال العلوم والاختراعات منذ العاشرة من عمري والذي له الفضل الكبير في صقل اهتماماتي العلمية، والنقطة الأهم هي أنك تستطيع أن تنجز وتبدع في أي مكان وفي أي مستوى علمي وفي أي زمان.. كوني مغتربا بعيدا عن الوطن ذلك لا يبعدني عن الإنجاز باسمها، فمهما بعدت المسافات تظل الكويت قريبة والانجاز باسم الكويت لا يضاهيه انجاز وسعادة، فاعمل ما استطعت واجتهد، ولا يثنيك إحباط المحبطين، فكما ذكرت أمام صاحب السمو، حفظه الله، أقولها مرة أخرى: والله وبالله وتالله.. الكويت رائعة بشبابها المنجز المخلص المعطاء!

 

الرابط في جريدة الأنباء