بدء ذي بادئ.. اشكر أسرة مجلة “نبراس” الصادرة عن الاتحاد الوطني لطلبة الكويت – فرع الولايات المتحدة الأمريكية على دعوتهم الكريمة للمشاركة في العدد الجديد من المجلة، وسعيد جدًا بتلبيتها.. مشاركتي هي رسالة أقدمها لمبتعثي الولايات المتحدة الأمريكية.. بلاد العم سام

Screen Shot 2014-10-01 at 8.10.25 PM

صباح الخير للبنت الكويتية المبدعة التي أبت إلا أن تثبت وجودها في الغربة في ولايتي كاليفورنيا و واشنطن وكافة الولايات الغربية، مساء الخير للشاب الكويتي الطموح المبتعث الدارس في ولايتي فلوريدا وفيرجينيا وباقي الولايات الشرقية، تحياتي الجمّة أتمنى أن تصلكم عابرة القارات والمحيطات من هنا مقر دراستي في مدينة مانشستر الانجليزية إلى كافة طلبة وطالبات الكويت الدارسين في بلاد العم سام بل وفي كل أقطار العالم.. قبل أن أشرع في كتابة رسالتي لكم؛ يُقال بأن استخدام مسمى “بلاد العم سام” الذي يرمز إلى الولايات المتحدة الأمريكية يرجع تاريخه إلى الحرب التي شّنت بين القوات البريطانية و الجيش الأمريكي عام 1812، تلك معلومة لابد الإشارة لها لأنها تجمع في أصولها لطرفين تشمل كل من مقر ابتعاثكم ومقر ابتعاثي في آن واحد.

بالبداية؛ هنيئاً لكم اتخاذكم قرار الدراسة في الخارج، هنيئاً لكم حصولكم المقاعد الدراسية في أفضل و أعرق الجامعات في العالم، نحن في زمن وفرت لنا الكويت هذه الفرصة العظيمة لطلابها وطالباتها، ويا لها من فرصة ثمينة! أسألوا زملاءكم وزميلاتكم الأميركان ولا اعتقد يختلف وضعهم عن وضع الإنجليز والأوروبيين، تراهم يقترضون ويضعون كاهلا على أنفسهم ويجتزئون بعض الأوقات من أيامهم للعمل الجزئي لتوفير بعضاً من المال ليسددوا به تكاليف دراستهم، ذات يوم انتهينا من المحاضرة واتجهنا إلى “ستاربكس” بصحبة اثنين من الزملاء كويتي وآخر إنجليزي، فاعتذر زميلي الإنجليزي من حضوره معنا لإحتساء القهوة فسألته عن السبب؟ فأخرج يديه مع 15باوند وقال هذا ما لدي لهذا الأسبوع بالكامل، فلابد لي من العمل هذه الفترة حتى استطيع أن أطلب معكم كوبا من الوايت موكا! فنحمد الله ونشكره على عطاياه وعلى النعمة التي أنعمها علينا ككويتين، نعم الكويت تحتاج إلى جهودنا جميعا لنهضتها ولكن لا ننكر أفضالها علينا، اشعروا بالنعمة التي تنعمون بها، وأعطوا كل ما لديكم لرد جميلها علينا.

أنتم في بلد يحلم الانسان لزيارتها «ويجدر بي الإشارة هنا بأني لم أزر أمريكا قط ولكن حصلت على الفيزا مؤخراً ولي زيارة قريبة جداً»، ويتمنى كل طموح أن ينهل من علومها بجامعاتها الرائدة عالمياً، انتم تعيشون لحظات ستكون بعد سنوات ذكرى جميلة، فأملؤوها بكل ما هو جميل، واستغلوا وجودكم فيما يفيد، لا تجعل السفر و اللهو شغلك الشاغل في أمريكا، نعم أعطِ لنفسك أكبر فرصة للاستمتاع والترفيه، ولكن اجعل من هذه الفترة شخصاً أفضل.. مثقف.. واعي.. والأهم مثابر في دراستك! ولا تنقاد خلف أصدقاء السوء..

أصدقاء سوء؟ سمعت هذا المصطلح منذ الأزل، وشاهدنا جميعا الإعلانات التلفزيونية التي تحذر منهم ومن مرافقتهم، ممن يدفع صديقه لفعل السوء من مخدرات ومسكرات وأمور مشينة بمختلف أشكالها وأنواعها المتوفرة في أغلب دول الابتعاث، لم أتصوّر يوما من الأيام أن يكون فعلا لهذه الفئة وجود في مجتمعنا الكويتي، ولكن الوقت كفيل بأن يثبت لنا وجودهم و يرينا ويسمعنا ويصدمنا بمشاهد وقصص ومواقف تودي إلى الهاوية ولاشك بأنكم سمعتم عنها في هذه الفترة من العمر! فلا تخلع حدودك ولا ترمي قيمك ولا تهمل أخلاقك، فكن خير من يمثل نفسه.. عائلته.. وطنه.. دينه.. وانسانيته!

فخور بكم كل الفخر.. فخور بأن أجد من هم في عمري يكافحون من أجل العلم وتحصيلهم الأكاديمي، الطلاب والطالبات الكويتيين في مختلف أماكن دراستهم هم مبعث أمل ومفخرة للكويت جميعاً، الكويت بحاجة لنا الآن عن أي وقت مضى، أتمنى لكم التوفيق دائماً وأبداً على أن نلتقيكم في الولايات المتحدة الأمريكية يوماً ما، و نراكم من أبرز قادة الكويت ومبدعيها.

أخوكم،
أحمد محمد العلي
طالب طب أسنان
جامعة مانشستر – المملكة المتحدة
@AhmadAlAli
www.AhmadAlAli.com

رابط المجلة